رسالة إلى أختي أمينة أحمد خشفة بنت حلب الشهباء
أخيتي الأمينة بنت الشهباء
جعل الله لها من الأمانة جوهرها، ومن الصدق أظهره، ومن الرفعة أجل منازلها
ما رغبت في تسطير كلمات تجول بها نفسي، وتعتصر من هواها عصيانا لهواها
إلا أحببت الكتابة إلى فكرك الزاهي، علّني أجد عندك بعض ما تهدأ به النفس من لأوائها الثائرة
أخيتي.. ما علمتني قبل اليوم طالبة لاستلانة قلبي كما اليوم
ولا جمح لخاطري عزم على إحراق ما يجد كما يجمح به الساعة
فلقد تمر بالمرء هنيهات، يتمنى فيها أنه لم يولد إلا عابدا ذاكرا دامعا.
ولو أنني تمنيت ذلك فأصبته، لما فتئ الوسواس بالهوى يعصف بأركان نفسي
حتى ليقال لم تعرف الخشية
فالقلب حين يسمع الذكر يخشع، ثم لا تسنح له ساعة غفلة منه حتى يصلد كالصوان أو أشد
وما علمت في حياتي لينا لقلب المرء أروى من صحبة تطلب له الخير، وتبرد عنه حمى الدنيا
فلا أراك أخيتي إلا وهجا من ذلك الوهج، وبلغة من زاد الأخوة
أسأل الله أن يجمعني وإياك في فردوسه الأعلى
عينا الشيطان (٢٠)
قبل 8 أعوام
0 التعليقات:
إرسال تعليق