الجمعة، 20 نوفمبر 2009

سـُكـّـرٌ بِلَون الزّهـْـر








لم تكن تلك الليالي الطويلة الماضية بغير معنى، فقد كتب القدر موعد تفتحك أخيرا ليهنأ قلبي في أيامه الباقية..








كم كنت أجهل هذه اللحظة! وكم كان قلبي سيسعد لو كان يدري أنك تحملين له باقة الأمل !!.. لماذا لم تتعجلي خطوات القدر فتأتين مبكرا ؟! ربما كان هذا ذنبك الوحيد.. أو لعل ذنبي أنني بقيت أنتظر..








مالي أسمعك الآن تقولين وأنت تمدين باقتك الندية على استحياء: "كان الطريق إليك طويلا لكنني وصلت وأنا لا أصدق"...








هل تتصورين كيف كان الطريق إليك أنت؟؟!! أم لعلك لا تتخيلين!!








لقد امتدت السنوات على إحدى ضفتي الطريق.. وجلست أنا أراقب الطريق الممتد من النافذة.. تطوّق أفق بصري صحراء عرفتها منذ الولادة.. وحفظت تاريخ ذراتها الذهبية الهادئة.. لم أكن آنذاك أفعل غير شيئن.. الشرود الذي أحب.. أو التنفس بعمق.. حتى لا يفطن السامع أنني أتنهد..








ليتني التفت إلى الضفة الأخرى.. فرأيك مرجك الأزهر.. فهناك فقط كانت عيناك تراقبني مشجعة.. "تعالي" .. تتكلم بلا كلمات.. تصرخ من خلالها اللهفة.. ويتبعني منك حنين حجبته عن بصري رمال الصحراء العميقة..








لم يزل مذاق أزهارك حلوا في دمي.. ولا عجب.. فقد نسجتِها ولم تقطفيها.. كانت بتلاتها أيام انتظاري، وشوقكِ عطرها الأبدي..








ها هي ذي الشمس تروي لي قصة أغنياتك الشجية، وترسم أشعتها خطوات الزنابق الرشيقة حينما بدأت ترقص متهادية مغناجة، يملؤها حبور الوعد القريب..








قلتُ كثيرا: "ليتني كنت أعرف موعدك الندي على قوس الشمس"، كنت أترقب طلك البارد الخفيف يمسح عن وجهي وهج الصحراء.. لكنني ما عدت أقول.. فحين باغتِ قلبي، كان غيثك هادرا يكفي أن يدهشني كل العمر..



20-11-2009

السبت، 16 مايو 2009

طــغياني






طغــياني



..منذ عهد آدم

..كانت المرأة أسيرة شعور طاغٍ

قصتها كُتبتْ على رقعة الزمان

حملتْ ذنب الغواية

..وكابر القلم

..وتضخّمتْ الحروف


..هكذا

..تمنيتُ العودة لزمن الغواية

.. سأقبل بهول الذنب.. ونير العقاب

إذا كان ذلك سيأسرني بين ضلع قربك وطغياني الرهيف



..مـُذْ جُعلتْ في الأرض خليفة

..خُطّتْ على الأرض تعاريج الخطايا

ورسمتْ حواء على التراب دوائر لونتـْها بلون النور الأبيض

..وقالت لآدم: "هنا شمسي"

فقال لها: صدقتِ

..لولم يخلقِ اللهُ الشمس.. لكانت هذه شمسنا



..يومها قلتُ لك

..!!ما ضرَّ لو عشنا معا.. يلفّنا ليل سرمديّ

..!!ما ضرَّ لو خفت الضياء في الأرض

..فلتكن كوكبي الدري.. ولأستغن عن الشمس



..حين خلق الله الجنة والنار

..خلق لهما أهلهما

وحين خـُلقَ قلبي الصغير

ما تمنيتُ أن يصطلي في فردوسه أحد

..إلا حين خفق بك

..عندئذِ

..عرفتُ كيف تمورُ جهنّم

الأحد، 11 يناير 2009

أخاف الوحدة






أخاف الوحدة



أخاف الوحدة بدونكِ

وترتعد وريقات عمري الموشك على الفناء حين أتذكر بعدكِ القصي


أتذكرين يا وردتي الزاهية حين التقيتك أول مرة

قلتُ لك: أي نسمة تلك التي حملتك إليّ..

فرددت عليّ بكل مرح خالب بريء



نسمات ربيع من غزة..

عمري بدأ منذ أيام..

ولغتي لم تكتمل بعد..

واسمي رسمت على جنباته حمرة الخوف

وسكون الحزن

لكن لا تفتأ أركان قلبي تبتسم لغد جديد

غد فيه أنت ترفلين.. وأنا أمسك بيدك.. نترافق معا كفراشتين


يومها.. عرفت أن نكهة العلاقات تخلق حين تتنشق روحان عبقا واحدا

لله ما أزكى رائحة رفقتنا وما أطيب رفّة النور في دربنا

لا تحرميني ضوع هذا المسك النقي

فأنا بدونك.. أخاف الوحدة





11-1-2009

الخميس، 1 يناير 2009

عذراء.. وحب



لا أذكر أنني خفت من الحمى ولا من ألوان الحاجة، ولا أعلم في نفسي رهبة صنعها الزمان ولا خوف الوحدة ولا الخوف من الخوف نفسه..

لكنني طالما خفت من ذلك المخلوق المجهول المسمى.. "الحب"..!!..


كان الخيال الصغير في أعماقي يحذرني من تلك الرهبة الصاخبة في أعماق غريمي المخيف..

رهبة ملأت نفسي وفاضت بها كأس الحيرة البريئة في ذاتي حتى همّت بتذوقها.. فالرشفة الواحدة لا تُسكر..

وكما أن النفس ينازعها نصلُ الحذر روحَها.. نازعتني نفسي نفسَها..

فتعثرت.. وأطرقت مليّا ..


وظننت أن الرشفة إن لم تسكر فربما أفسدت على مذاقي طعوم أقداح حياتي القصيرة الباقية..

ولم أتذوق من أقداحي الكثير، حتى قدّر لي أن ألقى كلماته بين الكلمات..

فمدت الحروف أعناقها كأنما تطاول بكبرياء جرأتها عثرات خجلي الصغير..


وكنت لا أرتشف من الكلمات أكثر من حروف معناها..

فلما قرأته.. ارتشفتني حروفه فبقيت بلا معنى..

وكنت لا أخاف الوحدة.. ولم أعرف وحشتها غابر عمري..

فلما أنست بألفة حديثه ما عاد شيء يخيفني سواها..


تعلّمت أن العجب شكل من الطبيعة في غير شكلها..

فسألت نفسي يومذاك هل الإعجاب صنع أبدع صناعة من العجب؟


وحيث أن إعجاب المرأة برجل من الرجال صناعة أبدعتها الطبيعة، فليس لقلبها مفتاح سوى طبيعتها المخلوقة لتبدع منها خلقا جديدا يشب ويهرم..

ويموت حين يموت في طبيعة لم يخلقها الله..


لم أتعلق يوما بخرافات التنجيم..

ولم أفضل بين الأرقام عددا يفضل في رنّة معناه على عدد.. لكنني حين تعلقت بالرقم "2".. عرفت أنني وقعت في الحب..!!..




1-1-2009

الخميس، 9 أكتوبر 2008

رسالة إلى أختي بنت الشهباء







رسالة إلى أختي أمينة أحمد خشفة بنت حلب الشهباء





أخيتي الأمينة بنت الشهباء

جعل الله لها من الأمانة جوهرها، ومن الصدق أظهره، ومن الرفعة أجل منازلها

ما رغبت في تسطير كلمات تجول بها نفسي، وتعتصر من هواها عصيانا لهواها

إلا أحببت الكتابة إلى فكرك الزاهي، علّني أجد عندك بعض ما تهدأ به النفس من لأوائها الثائرة

أخيتي.. ما علمتني قبل اليوم طالبة لاستلانة قلبي كما اليوم

ولا جمح لخاطري عزم على إحراق ما يجد كما يجمح به الساعة

فلقد تمر بالمرء هنيهات، يتمنى فيها أنه لم يولد إلا عابدا ذاكرا دامعا.

ولو أنني تمنيت ذلك فأصبته، لما فتئ الوسواس بالهوى يعصف بأركان نفسي

حتى ليقال لم تعرف الخشية

فالقلب حين يسمع الذكر يخشع، ثم لا تسنح له ساعة غفلة منه حتى يصلد كالصوان أو أشد

وما علمت في حياتي لينا لقلب المرء أروى من صحبة تطلب له الخير، وتبرد عنه حمى الدنيا

فلا أراك أخيتي إلا وهجا من ذلك الوهج، وبلغة من زاد الأخوة

أسأل الله أن يجمعني وإياك في فردوسه الأعلى




الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

إفلاس






ما منا من أحد إلا وفيه من حظ نفسه شيء يكابده، وقد طاب لي أن أكابد من حظ نفسي في هذه السطور بقدر ما ترضى عنه نفسي.. أو لعلها ترضى..

فقد خيّل إليّ ذات ليلة أنني قد أفلست.. وصعب على احتمالي ما أجد.. فقد كنت أمسك القلم فأجد النبع.. أعب منه ما شاء الله لي.. وما كنت أدري أنه ذات رمضاء سينضب..

وإفلاس القلم شر على المرء من إفلاس القلب.. فإن للقلب أرصدة في الدنيا والأخرى.. وللقلم رصيد من النفس إن شحّ اختلاجها.. حفرت رمس القلم بأظافر حثالة الناس..

وازداد يقين خيالي حين امتدحني قاريء فج، وقال: " ما أروع ما سطرتِ من إفلاس"..

وتجمّعت في رأسي يومئذ فكرة طائشة، كان أمثال هذا الفج قد بعثرها في وريقاتي الخائبة.. فطفقت أخصف من ورق المديح.. أواري سوأة فشل قلمي المستعرب..

أظنني نسيت بعدها أنني أفلست..



7-10-2008

رسائل إلى حبيبي










أثيري..



ما للحروف لا تكون طيّعة إلا إذا كُتبتْ إليك؟؟!!
ما للبيان؟.. لا ينفث السحر في روح الكلام إلا إذا كان الكلام عن مهجتي بين يديك؟..
هل أنا حقا أنا حين أكتب الدم القاني في وجنتيْ حبي إليك؟..
ما أدراها القوافي أنها يوما ستسجد في خشوع..
شاكرة رب السماء أنْ خلق السماء..
فقد أشبهت تلك السماء شموخ قلبي ..
أني الحبيبة.. والأثيرة.. والأميرة.. في مقلتيك..







لا تقلق..




لا تقلق إذا جمحت بي مشاعري إلى المجهول..
وتخيلتُ الدنيا تضيء بنور فضي صاخب..
وتقاطرت من سمائي نجمات وعود خجلى..
فصففتُ منها عقدا بلوريا..
تخيلتُني ألبسه لك حين تلتقي خلجاتنا..
فأنا لحظتها.. أرحل بعيدا..
فيك.. لا عنك..






لا تنزعج..




لا تنزعج إذا
توترتُ.. وكسرتُ أعواد دوار الشمس في حديقتنا..
في اليوم التالي..
سأزرعها من جديد.. وأتعهدها بالرعاية..
أعرف أنها بهجة عينيك الغاليتين..



اضحك..




هل تريد أن أقول لك
سرًا لا يعرفه أحد حتى حوريات الليل؟؟..
إذا أردت فعلا .. سأخبرك..
إذا أردت أن يكسو فجرَ الدنيا لونُ الجلنار..
وتقفز أشعة الشمس بين عمرين..
عمر يجمع السنين في مشكاة ليلنا الأزهر..
وعمر يولد آلاف المرات..
يتعلم أبجدية الحب الأولى.. ويتلو دهشتها..
هل تريد أن يحدث ذلك حقا؟؟..
إذن.. اضحك..



أرسلني..




أرسلني كالطائر الحائر..
متسارع النبضات..
خفّاق اللهفة..
فأنا..
لا أحتمل البقاء طويلا.. في عينيك..







2-10-2008
 
Wordpress Theme by wpthemescreator .
Converted To Blogger Template by Anshul .